خدمات

تقليص العمل إلى 5 ساعات فقط في السعودية وحقيقة تطبيق القرار.. هل يمكن أن تتخيل ذلك؟

في مشهد يعكس التحول الهائل في عالم العمل، يشدد عبدالعزيز المهباش، كاتب سعودي مهتم بالموارد البشرية، على أهمية تقليص ساعات العمل لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية. وفي مداخلة تلفزيونية ببرنامج “سيدتي” على قناة رتانا خليجية، أوضح الكاتب السعودي أنه "لا يستطيع الموظف أن يعمل بتركيز أكثر من 5 ساعات في اليوم".

الأسباب وراء ضياع وقت العمل

قد يبدو القول بأنه ليس هناك أي فائدة من الساعات الطويلة في العمل غريباً، لكن المهباش يشدد على أن الاجتماعات المطولة والمبالغ فيها تسبب الكثير من الفقد في الوقت. وأضاف: "من أكبر الأخطاء هو ربط ساعات العمل الطويلة بالإنتاجية الكبيرة".

تقليص ساعات العمل: نحو الإنتاجية

يؤكد المهباش أن "نظام تقليص ساعات العمل قادم لا محالة". ويشير إلى أن ساعات العمل المرنة، والعمل عن بعد، ونهاية الأسبوع المطولة من الممارسات الممتازة التي يمكن للشركات اعتمادها لزيادة إنتاجية موظفيها. ويشدد على أن تكليف الموظف بأكثر من مهمة بالتأكيد سيكون له تأثير سلبي على الإنتاجية.

الإنتاجية أم البطالة؟

ويقول المهباش: "تقليص ساعات الدوام يرتبط بالإنتاجية وليس البطالة". يبدو أن الشركات والدول التي تركز على الإنتاجية بدلاً من مدة الدوام تجد نفسها في مكان أفضل للمنافسة في السوق العالمي. يشدد المهباش على أن هذا التحول في النظرة إلى ساعات العمل والإنتاجية يجب أن يحدث ليس فقط في المؤسسات الكبيرة ولكن أيضاً في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

الاجتماعات: الأهمية والفعالية

يؤكد المهباش على أن الاجتماعات تلعب دوراً مهماً في الشركات، ولكن يشير أيضاً إلى أن "الاجتماع المطول نتيجته لا شيء". الاجتماعات الفعالة تتطلب تحديد الأهداف والنقاط الرئيسية بوضوح وإدارة الوقت بشكل فعال. الاجتماعات التي لا تنتج نتائج ملموسة تعتبر فقط إهداراً للوقت والموارد.

النتيجة: الإنتاجية والراحة

في المجمل، يرى المهباش أن النهج الذي يعتمد على تقليص ساعات العمل وتحقيق الإنتاجية الأمثل هو الأكثر فعالية. يتيح هذا النهج للموظفين تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مما يزيد من رضاهم عن العمل ويحفزهم على تقديم أداء أفضل في العمل.

إذاً، بدلاً من السعي لزيادة ساعات العمل، يجب على الشركات التركيز على كيفية تحقيق الإنتاجية الأمثل خلال الساعات التي يعمل فيها الموظفون بالفعل. هذا يعني التخلص من الاجتماعات الغير فعالة، وتقديم بيئة عمل تحفز الإبداع والتركيز، وتقدير جهود الموظف وتقديم الدعم اللازم لهم. ومن الناحية الأخرى، يجب على الموظفين أيضاً أن يستغلوا هذه الساعات المخصصة للعمل بشكل فعال وإنتاجي.

ختاماً: نحو عالم العمل المستقبلي

في النهاية، نحن نتحرك باتجاه عالم العمل المستقبلي، حيث ستصبح الإنتاجية محور التركيز الرئيسي بدلاً من ساعات العمل. وكما يقول المهباش، "نظام تقليص ساعات العمل قادم لا محالة".

هذا التحول لن يكون سهلاً، لكنه ضروري لضمان النجاح في المستقبل. وسوف يتطلب التغيير والتكيف من جانب الشركات والموظفين على حد سواء. ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية - وهي الإنتاجية المحسنة وتحقيق التوازن بين العمل والحياة - ستكون تحقيقاً يستحق الجهد.

فلنتحرك جميعاً نحو هذا الهدف، مع الوعي بأن الساعات الطويلة ليست بالضرورة مرادفة للإنتاجية. بل الإنتاجية تتطلب تركيزاً وجودة عمل، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال تقليص ساعات العمل وتحسين ظروف العمل.